19 مارس 2024 07:02 9 رمضان 1445

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر

أسواق للمعلومات
  • شركات صلاح أبودنقل
”ستاندرد آند بورز” ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابيةالمتحدث باسم الحكومة: لا يوجد حجة لدى المنتجين والتجار في استمرار ارتفاع الأسعار| فيديورئيسا الإمارات وأنجولا يبحثان فرص التعاون بالطاقة المتجددةمؤشر أسعار شحن حاويات التصدير في الصين يقفز 20.9% خلال فبرايرالرئيس الكوري الجنوبي يتعهد بتقديم الدعم للمساعدة في استقرار أسعار المنتجات الزراعيةالجنيه الإسترليني يرتفع أمام الدولار واليوروفيتش: سوق الاتصالات في مصر إحدى الأسواق الأكثر حيوية في الشرق الأوسط| إنفوجرافالبنك المركزي الباكستاني يثبت سعر الفادئة دون تغيير عند 22%الإمارات وفرنسا يبحثان فرص تعزيز التعاون في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنمويةانخفض الاستثمار في التطوير العقاري بالصين بنسبة خلال يناير وفبرايرارتفاع مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين بنسبة 5.5% خلال يناير وفبراير80 مليون جنيه.. ضبط تشكيل للاتجار في النقد الأجنبي بنظام المقاصة
اقتصاد

كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على سوق السلع؟

أسواق للمعلومات

مع بداية عام 2022 تزايدت حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا حتي تطور الأمر لصراع عسكري بين البلدين في نهاية فبراير، وكان للصراع العسكري والحرب الاقتصادية في تأثير كبير على كافة الأسواق المالية وبشكل خاص على أسواق السلع الأساسية.

روسيا وأوكرانيا غنيتان بالنفط والغاز والمعادن غير الحديدية والموارد الغذائية، والتي لها تأثير كبير على الإمدادات العالمية، وقد تؤدي العقوبات الواسعة على روسيا إلى تفاقم النقص العالمي في النفط والغاز والمنتجات الصناعية وإمدادات الغذاء والطلب عليه، مسارات التأثير الرئيسية هي: أولاً، لا يمكن تصدير العرض المحلي مما يتسبب في فجوة في العرض، ثانيًا، يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى ارتفاع تكلفة الصناعات الأخرى، ثالثًا، تؤدي توقعات التضخم إلى تدفق رأس المال.

لقد تسبب تصاعد الصراع الروسي الأوكراني في قلق السوق بشأن انقطاع توريد السلع في هذين البلدين، اضافة إلى سلسلة توريد السلع الهشة في ظل وباء كورونا الجديد في العامين الماضيين، مما زاد من مخاطر صعود أكبر لبعض السلع على المدى القصير والطويل.

التقلبات التي سببها الصراع في سوق السلع

ارتفع مؤشر السلع S&P Goldman Sachs بنسبة 8.8% في شهر فبراير، مدفوعًا بسلسلة من المخاوف: التي تتمثل في استمرارية إمدادات الطاقة في أوروبا وهيمنة روسيا كمورد رئيسي للمعادن الصناعية وإغلاق طرق الشحن الدولية وأهمية المنطقة في تصدير الحبوب العالمية.

أدت سلسلة من العقوبات الاقتصادية الجديدة والإعلانات الصادرة عن كبرى شركات النفط والغاز متعددة الجنسيات بأنها ستنسحب من عملياتها الروسية ومشاريعها المشتركة إلى تجاوز خام برنت سعر 100 دولار للبرميل بنهاية فبراير للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وقد ارتفع مؤشر S&P Goldman Sachs للطاقة بنسبة 9.7% في فبراير، على المدى الطويل يعكس الصراع مدي اعتماد أوروبا المفرط على إمدادات الطاقة الروسية وقد يسرع بحث أوروبا عن إمدادات الطاقة البديلة سواء التقليدية منها والمتجددة، قد تظل أسهم الطاقة متقلبة حيث يتعرض الاقتصاد العالمي لخطر فقدان إمدادات الطاقة الروسية.

بالإضافة إلى الطاقة، تعد روسيا أيضًا موردًا رئيسيًا للعديد من المعادن الصناعية، وقد قفز مؤشر S&P Goldman Sachs للمعادن الصناعية بنسبة 7.3% في فبراير، مع وصول الألمنيوم إلى مستوى قياسي، في نفس الوقت التي لا تزال معظم أسواق المعادن تواجه تحديات سلسلة التوريد المتعلقة بوباء كوفيد 19، ومع تأثير القيود على المعروض من المواد الخام الروسية المتراكمة وسط طلب قوي ارتفع مؤشر S&P Goldman Sachs للنيكل بنسبة 9.0% في فبراير، ويستخدم النيكل في صناعة السيارات الكهربائية.

ارتفع الذهب أيضًا ولكن كان أداؤه أقل من السلع الأخرى لمعظم العام الماضي، كان الطلب في أواخر فبراير كملاذ آمن مرتفع للغاية، وقد ارتفع مؤشر S&P Goldman Sachs للذهب بنسبة 5.8% في فبراير، وكان مؤشر S&P Goldman Sachs للبلاديوم من أفضل المؤشرات أداءً في سوق السلع الأساسية الذي ارتفع إلى 30.9% لهذا العام، حيث تعد روسيا أكبر منتج للبلاديوم وهو عنصر مهم في المحولات الحفازة.

ارتفع مؤشر S&P Goldman Sachs الزراعي بنسبة 10.8% في فبراير، نظرًا لأن أوكرانيا المعروفة باسم مخزن الحبوب في أوروبا تصدر 16% و 12% من الذرة والقمح في العالم على التوالي، بينما تمثل روسيا وهي مورد رئيسي للقمح 17% من التجارة العالمية، وقد أدى إغلاق الموانئ والقيود المفروضة على حركة السفن التجارية وسلسلة العقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلى تعطيل عمل أسواق الحبوب العالمية وتأثيرها.

ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي في أوروبا بشكل حاد

وصل مستوى التضخم في العديد من الدول بقيادة الولايات المتحدة إلى مستوى مرتفع جديد منذ الثمانينيات، إذا لم يتم حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا في الفترة اللاحقة، فستظل أسعار تداول السلع الأساسية تواجه مخاطر تصاعدية وسيواجه التضخم العالمي ضغوطًا أكبر، بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي الارتفاع الحاد السابق في أسعار النفط إلى خسائر فادحة للاقتصاد وستزداد المخاطر السلبية للاقتصاد.

تعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وتظهر بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن روسيا أنتجت في المتوسط ​​10.5 مليون برميل يوميًا في عام 2021 يتم تصدير نصفها تقريبًا، حاليًا تغيرت عقوبات الدول الأوروبية والأمريكية ضد روسيا إلى "خطة عقوبات على صادرات النفط الروسية"، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مخاوف السوق بشأن انقطاع إمدادات النفط الروسية.

كما تعتبر روسيا أيضًا ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، حيث تم تصدير حوالي 35 % من إنتاجها من الغاز الطبيعي في عام 2021 بشكل أساسي إلى أوروبا من خلال خطي أنابيب "نورد ستريم وتورك ستريم" في حين تم إنشاء نورد ستريم 2، إن أزمة الطاقة التي تتعرض لها أوروبا في الوقت الحالي لم تكن بفعل الصراع الروسي الأوكراني فحسب، بل إن الأزمة تعود إلى نهاية عام 2021 حيث شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعًا مع تزايد معدلات الطلب مع بدء الانتعاش الاقتصاد، ولا شك أن الصراع الروسي الأوكراني أضاف مزيدًا من الضغط على الأسعار، لترتفع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بشكل حاد مع استمرار الحرب.

النفور من المخاطرة على المدى القصير يؤدي إلى ارتفاع أسعار المعادن النفيسة

أدى تصعيد الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى اضطرابات في الأسواق المالية، كما أدى النفور من المخاطرة إلى ارتفاع أسعار المعادن الثمينة، على المدى القصير يؤدي انخفاض الرغبة في المخاطرة إلى تدفق الأصول الخطرة إلى أصول الملاذ الآمن، إذا نظرنا إلى الوراء في تأثير الحروب الدولية على المعادن النفيسة في العشرين عامًا الماضية، يمكن أن نجد أن التأثير الأكبر يكون قصير المدى والذي يكون ناجم عن إطلاق العواطف المبكرة مما يجعل الأسعار أقوى، بعد فترة من الوقت يصبح الوضع واضحًا بشكل تدريجي ويكون الاتجاه مختلطًا ويعود إلى سيطرة الأساسيات.

تحت تأثير النمو الاقتصادي غير المؤكد الناجم عن التضخم المرتفع طويل الأجل والمخاطر الجيوسياسية، قرر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي باول رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مارس و50 نقطة أساس في مايو والبدء في تقليص الميزانية العمومية بعد رفع أسعار الفائدة، وقال إنه لا يستبعد احتمال حدوث ارتفاعات شديدة في أسعار الفائدة في المستقبل.

لا تزال توقعات السوق لعدد الزيادات في أسعار الفائدة هذا العام 5 مرات، في حين أن التوقعات المتشددة لتشديد السياسة النقدية تعزز عائدات السندات الأمريكية ومؤشر الدولار الأمريكي، مما يترك المعادن الثمينة مع زخم غير كاف لمواصلة الارتفاع.

تمهيد الطريق لأزمة غذاء عالمية

أوكرانيا مورد مهم للمنتجات الزراعية في العالم، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية في 2020/2021 شكلت صادرات زيت عباد الشمس الأوكراني 47% من التجارة العالمية وصادرات القمح 9% وصادرات الذرة 16%، في الوقت الحالي، يكون لانقطاع النقل بسبب الحرب تأثير قصير المدى، ولكن إذا استمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا في موسم زراعة المنتجات الزراعية، فسيكون له تأثير إيجابي أكبر على السعر السنوي للمنتجات الزراعية.

تعد روسيا أيضًا واحدة من أهم موردي المنتجات الزراعية في العالم، تمثل صادرات زيت عباد الشمس الروسي 28% من التجارة العالمية وصادرات القمح 20% (فهي الأولى في العالم) وصادرات الذرة 4%، وصادرات فول الصويا أقل من 1%، ستؤدي العقوبات المفروضة على روسيا إلى تأثير طويل المدى على الإمداد العالمي للقمح والذرة مما سيتسبب في فجوة كبيرة أو يمهد الطريق لأزمة غذاء عالمية، ومن جهة أخرى، إن الزيادة في الأسعار العالمية للأسمدة والمبيدات بسبب قضايا الطاقة سيكون لها تأثير سلبي على الإنتاج الزراعي العالمي.

المعادن الصناعية تتأثر بشكل كبير

تعد روسيا منتجًا ومصدرًا مهمًا للمعادن الصناعية في العالم، فهي غنية بالموارد المعدنية وتشكل نسبة كبيرة من ناتج صهرها، يمثل إنتاج الألومنيوم والنيكل والنحاس 5.2 لإ و 6.8 % و 4.2 % من الإجمالي العالمي، واستهلاكها المحلي صغير نسبيًا، ويتم تصدير هذا الانتاج بشكل رئيسي إلى أوروبا.

تبلغ الطاقة الإنتاجية للألمنيوم الإلكتروليتي في روسيا حوالي 4 ملايين طن وهو ما يمثل 5.2% من إجمالي الطاقة الإنتاجية في العالم، وهي ثاني أكبر منتج للألمنيوم في العالم، حيث تستحوذ شركة روسال على أكثر من 90% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للبلاد، في عام 2021 وصل إنتاج روسيا من الألمنيوم الإلكتروليتي إلى 3.7 مليون طن وهو ما يمثل 5.4% من الإجمالي العالمي وتم تصدير أكثر من 80% منها، فروسيا واحدة من أهم مصدري الألمنيوم في العالم وخاصة في أوروبا وآسيا.

أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات
أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات