أسعار “الذهب” تحير السوق بعجز عن اختراق المقاومات، ومركز الملاذ الآمن يتآكل..
أسواق للمعلوماتشهدت أسعار الذهب تقلبات خلال تداول الأسبوع الجاري حيث افتتحت الأسبوع على ارتفاع لتواصل مكاسب الأسبوع الماضي، لكنها عادت للتراجع من جديد مع عودة الدولار الأمريكي للصعود مرة أخرى في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقته به على مدار الأسبوع، فقد حاول الذهب خلال الأسبوع الماضي اختراق مستوى 1,850 دولار للأوقية، ولكن جاء ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بقوة ليعيق مسيرة الذهب الصاعدة.
يقول شون لاسك، من والش ترادينج، "ضعف أداء الذهب في 2021 إلى الآن." "ويجد السوق صعوبة في اختراق مستويات 1,850 و1,860 دولار للأوقية."
فقد سجلت العقود الفورية لمعدن الذهب خلال تداولات الأسبوع الجاري ارتفاعًا طفيفًا بنحو 0.2% مقارنة بتحركات الأسبوع الماضي، وكان أعلى مستوى وصلت له الأسعار عند مستويات 1,855.45 دولار للأوقية، بينما كان أدنى مستوى وصلت له أسعار الذهب عند 1,807.86 دولار للأوقية.
وتعد تحركات الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع هي المحرك الرئيسي المؤثر على تداولات أسعار الذهب؛ نظرًا لوجود علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي وأسعار الذهب، فارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة إما سلة من عملات رئيسية ينعكس بصورة سلبية على تحركات أسعار الذهب والعكس صحيح.
وخلال تداولات هذا الأسبوع، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.55% مقارنة بالأسبوع الماضي، وكان أعلى مستوى سجله المؤشر خلال الأسبوع عند مستويات 91.23، بينما كان أدنى مستوى للمؤشر عند 90.25.
جاء هذا التراجع في مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار الذهب منذ نهاية الأسبوع الماضي على خلفية صدور بيانات سوق العمل الأمريكي في بداية عام 2021 والتي جاءت مخيبة للآمال، وتوالت بعد ذلك البيانات السلبية، كان أبرزها بيانات التضخم خلال يناير الماضي حيث جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين أسوأ من القراءة السابقة بل وجاء مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أسوأ من المتوقع.
و فور صدور تلك البيانات ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها هذا الأسبوع متجاوزة متسويات 1,850 دولار للأوقية مع زيادة الضغوط على الدولار الأمريكي خلال اليوم، وخاصةً وأن تلك الأنباء تزامنت مع ترقب الأسواق لتطورات حزمة التحفيز الأمريكية.
ولا تزال تطورات حزمة التحفيز الأمريكية تؤثر بصورة قوية على تحركات الدولار الأمريكي وأسعار الذهب والأسواق بصورة عامة. فمع بداية الأسبوع، ذكرت تقارير صحفية أن مجلس النواب الأمريكي وافق على مشروع قانون الموازنة تمهيدًا لإقرار حزمة التحفيز الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن فور توليه منصب الرئيس في يناير الماضي.
ومع اقتراب موعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على تلك الحزمة في 22 فبراير الجاري، فمن المتوقع أن تتواصل تقلبات الدولار الأمريكي، وفي حالة صدور المزيد من البيانات الاقتصادية السلبية وتزايد إصابات كورونا، فقد نشاهد المزيد من تراجعات الدولار الأمريكي لصالح ارتفاع أسعار الذهب، لكن تحسن شهية المخاطرة في الأسواق قد يحد من صعود أسعار الذهب، خاصةً مع استمرار ارتفاع عائدات السندات الأمريكية.
يترصد بالذهب عوائد السندات المرتفعة، ومؤشر الدولار الأمريكي القوي، وبدون المحفزات التي تحول تلك الاتجاهات، سيظل الذهب يواجه مصيرًا صعبًا.
يقول بيتر هوج، من كيتكو لتداول المعادن: "ارتفعت عوائد سندات الخزانة بنسبة 1.2%. ومع ارتفاع العوائد زاد الإقبال على شراء الدولار، بما أفقد الذهب قدرته على التقدم."
فيما يشير تشارلي نيودس، من لا سالي فيوتشرز: "هناك توقع بافتتاح الاقتصاد بالمدى القريب، وعلى الرغم من مراكز بيع الدولار الكثيرة، إلا أن المؤشر يجني قوة لمستويات 90.70 خلال يوم الجمعة."
وسوق الذهب ينتظر من إدارة بايدن بدء برنامج التحفيز الاقتصادي، أي تأجيل سيضغط على الذهب.
"هناك تكهنات باعتراضات ديموقراطية على مشروع القانون بسبب محاولة زيادة الحد الأدنى من الأجور." "أسواق المعادن تتوقع مرور الحزمة، والآن، هناك مسألة جديدة عالقة، وبدأ الناس يجنون أرباحهم على المعادن بسبب عدم اليقين."
المخاطرة بالهبوط دون 1,700 دولار
لو فشل الذهب في التماسك عند 1,800 دولار خلال الأسبوع المقبل، سيكون هناك مخاطرة بتسييل المراكز الشرائية، ومن شأن هذا دفع الأسعار لمناطق 1,705-10 دولار للأوقية - بانخفاض 10% على الأساس السنوي.
ويشير نيدوس إلى أن الذهب سوف يختبر 1,800 دولار في الوقت الراهن، مع التداول دون المتوسطات.
ولكن بنهاية المطاف يرى المحللون بأن الضغوط التضخمية ستكون سيدة الموقف، وسيكون الذهب الفيزيكال، والأصول المختلفة في موقف أفضل. لو حظيت بفرصة للدخول دون 1,800 دولار للشراء ستكون فرصة جيدة. "لو مرر بايدن الحزمة المقبلة، فليس من المحتمل أن تبقي التضخم على حاله."
احذر من فجوة في السوق الفيزيكال
هناك توقف مؤقت في شراء الذهب المادي، مع ارتفاع العلاوات (البريميوم)، وضغطها على الطلب.
"تقل حماسة مستثمري التجزئة حول مطاردة العلاوات المرتفعة لكل من الذهب والفضة. فالعلاوات مرتفعة، والاحتياطي المتاح نقدًا هزيل. لذا ظهرت فجوة في الشراء الفيزيكال خلال الأيام الأخيرة."
والمجهول الأكبر الآن هو تصنيع العملات الذهب بالولايات المتحدة، فتوقفت يو إس مينت عن تصنيع أمريكان بافلو. وتقف على أعتاب إيقاف تصنيع أمريكان إيجل ذات الأوقية الواحدة والتصميم القديم.
"لم يكن هناك إنتاج كثيف خلال 4-6 أسابيع الماضية، ولحين إعادة بدء تصنيع الأمريكان إيجل بالتصميم الجديد، سيظل الإنتاج ضعيف." "لذا يرفع التجار سعر ما يمتلكونه في احتياطياتهم الآن بسبب شح المعروض، ويقابل هذا عزوف عن الطلب."