تغييرات كبرى في الدوري الإنجليزي 2025: 6 تبديلات وقائمة من 28 لاعبًا

تغييرات كبرى تلوح في الأفق بالدوري الإنجليزي: ستة تبديلات وقائمة من 28 لاعبًا
يبدو أن كرة القدم الأوروبية مقبلة على فصل جديد من التغيير، وهذه المرة يبدأ من الدوري الإنجليزي الممتاز (Premier League) الذي يدرس السماح للمدربين بإجراء ستة تبديلات في المباراة الواحدة بدلاً من خمسة، مع إمكانية توسيع قائمة الفريق الأول إلى 28 لاعبًا بدلًا من 25.
هذه الخطوة، التي تمت مناقشتها في اجتماعات كبرى الأندية الأوروبية بروما، تعكس إدراكًا متزايدًا لحجم الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون بسبب تلاحم المواسم وضغط البطولات. ومن المثير أن هذه التغييرات المحتملة لا تقتصر آثارها على الملاعب فقط، بل تمتد إلى القطاعات المحيطة بكرة القدم، ومنها قطاع مواقع المراهنات في المغرب والدول العربية عامة حيث يعتمد هذا السوق على تحليل ديناميكيات المباريات وتوقّع النتائج في اللحظة نفسها.
ضغط المباريات يهدد مسيرة النجوم
تزايدت الأصوات المطالبة بإصلاح نظام المنافسات بعد أن أصبحت الحملات الموسمية تستنزف اللاعبين بدنيًا وذهنيًا. فمع المشاركة في الدوري، الكؤوس المحلية، البطولات القارية، والتصفيات الدولية، صار اللاعب المحترف يخوض ما يتجاوز 60 مباراة في العام الواحد.
وقد أظهرت دراسات الاتحاد الأوروبي للأندية (EFC) أن معدل الإصابات العضلية في تزايد، بينما تتراجع فترات التعافي إلى أقل من 72 ساعة في بعض الحالات. هذا ما دفع أندية كبرى مثل مانشستر سيتي، آرسنال، ريال مدريد، وبايرن ميونخ إلى دعم فكرة رفع عدد التبديلات والسماح بمزيد من المرونة في إدارة التشكيلات.
فكرة التبديلات الستة
المقترح الأساسي يقضي بمنح كل فريق حق إجراء ستة تبديلات في المباراة، على أن تظل “نوافذ التبديل” ثلاث فقط كما هو معمول به حاليًا لتجنّب تعطيل اللعب. الهدف هو حماية اللاعبين من الإرهاق وإشراك عدد أكبر من أفراد الفريق في المنافسات الرسمية.
إلا أن بعض النقاد يرون أن هذه الخطوة قد تُفقد المباريات توازنها التكتيكي، إذ تستطيع الفرق الغنية التي تمتلك دكة بدلاء قوية تغيير نصف الفريق دون أن يتأثر الأداء، بينما تجد الأندية الصغيرة نفسها في موقف صعب.
قوائم أوسع: وتحديات مالية
الاقتراح الثاني يدعو إلى توسيع قوائم الفرق لتضم 28 لاعبًا بدلاً من 25. ووفقًا للمشاركين في اجتماعات روما، سيساعد ذلك في تقليص معدلات الإجهاد عبر السماح بمزيد من التدوير.
لكن هذه الخطوة تحمل تبعات مالية واضحة: مزيد من العقود، رواتب إضافية، وعمولات مرتفعة للوكلاء. بعض مسؤولي الأندية أشاروا إلى أن القرار يحتاج إلى توازن دقيق بين مصلحة اللاعبين واستدامة الميزانيات، خصوصًا لدى الفرق متوسطة الدخل.
وجهات نظر اللاعبين والاتحادات
الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPro) كان قد اقترح سابقًا وضع سقف أقصى للمباريات التي يخوضها أي لاعب في الموسم، لا يتجاوز 55 مباراة. لكن الأندية اعتبرت الفكرة غير واقعية في ظل عقود البث التلفزيوني الضخمة والالتزامات التسويقية.
من جانبها، ترى رابطة اللاعبين الإنجليزية (PFA) أن زيادة عدد اللاعبين في القوائم لن تحلّ مشكلة الإرهاق بالضرورة، لأن النجوم الأساسيين سيستمرون بالسفر وخوض المباريات بشكل متواصل، مما يعني استمرار الضغط الذهني ذاته.
الإصابات تدق ناقوس الخطر
المدربون باتوا يواجهون تحديًا يوميًا في الحفاظ على جاهزية فرقهم. مدرب إنجلترا توماس توخيل افتقد في الفترة الأخيرة أربعة لاعبين أساسيين هم كول بالمر، ترينت ألكسندر-أرنولد، تينو ليفريمنتو، ونوني مادويكي بسبب إصابات متراكمة.
وفي القارة الأوروبية، يغيب جمال موسيالا عن بايرن ميونخ بعد كسرٍ خطير، بينما يعاني رودري في مانشستر سيتي من إجهاد مزمن نتيجة ضغط المباريات. كل ذلك يجعل من الواضح أن المنظومة الحالية تحتاج إلى مراجعة عاجلة.
الأثر على المشجعين وصناعة المراهنات
أثارت المقترحات الجديدة انقسامًا واسعًا بين الجماهير؛ فالبعض يراها وسيلة لحماية اللاعبين وضمان استمرار المتعة، بينما يعتبرها آخرون تهديدًا لإثارة المباريات. ومع ذلك، فإن هذا التغيير – في حال تطبيقه – سيعيد تشكيل مشهد التحليل الرياضي والمراهنات الرقمية.
فزيادة عدد التبديلات تعني تغيّر احتمالات النتائج بشكل أكبر أثناء المباراة، مما سيدفع مواقع مراهنات كرة القدم في المغرب إلى تحديث خوارزمياتها وضبط نسب الرهان وفق السيناريوهات الجديدة.
هذه المنصات، التي تتابع الدوريات الأوروبية بدقة، أصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من منظومة تحليل الأداء، إذ يعتمد كثير من عشاق كرة القدم على بياناتها لفهم مجريات المباريات لحظة بلحظة.
ما التالي؟
أي تعديل من هذا النوع يحتاج أولًا إلى موافقة مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، الجهة المسؤولة عن قوانين اللعبة. وحتى الآن لا يوجد اقتراح رسمي، لكن المؤشرات القادمة من أندية إنجليزية عدة توحي بوجود دعم متزايد للمضي قدمًا في تطبيقه خلال المواسم القادمة.
إذا حدث ذلك، فسيكون الدوري الإنجليزي أول من يطبق النظام الجديد، وسرعان ما ستتبعه بقية الدوريات الكبرى في أوروبا. ومعه، قد نشهد تغيّرًا جوهريًا في كيفية إدارة المباريات، توزيع الأدوار بين اللاعبين، وحتى في استراتيجيات التدريب والتغذية والاستشفاء.
خاتمة
كرة القدم اليوم لم تعد مجرد منافسة رياضية، بل صناعة معقدة تحتاج إلى موازنة بين العوائد الاقتصادية وصحة اللاعبين. الخطتان المقترحتان – رفع عدد التبديلات وتوسيع القوائم – تمثلان محاولة جادة لإعادة ضبط هذا التوازن.
ومع أن الجدل سيستمر حول جدوى التغيير، إلا أن الجميع يتفق على أن مستقبل اللعبة يتطلب حلولًا جذرية لمشكلة الإرهاق والإصابات.
قد يكون هذا التحول القادم في الدوري الإنجليزي الشرارة التي تدفع كرة القدم العالمية إلى عهدٍ جديد أكثر استدامة، وأكثر وعيًا بحقوق اللاعبين وصحتهم، دون أن تفقد اللعبة متعتها أو جمهورها العريض في كل مكان.