بغداد وأربيل تستأنفان تصدير النفط عبر تركيا بعد توقف دام 30 شهرًا

استؤنفت يوم السبت تدفقات النفط الخام عبر خط الأنابيب من إقليم كردستان شمالي العراق إلى تركيا، وذلك لأول مرة منذ عامين ونصف، بعد أن أنهى اتفاق مؤقت حالة الجمود التي استمرت طويلًا. وقالت وزارة النفط العراقية إن العمليات بدأت في الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، مؤكدة أنها سارت "بسرعة تامة وسلاسة كاملة دون تسجيل أي مشاكل فنية تذكر".

وبموجب الاتفاق بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم، سيتم تصدير ما بين 180 ألفًا و190 ألف برميل من النفط يوميًا إلى ميناء جيهان التركي.

يأتي استئناف التصدير بعد ضغوط أمريكية لإعادة تدفق النفط، وهو ما يُتوقع أن يعيد نحو 230 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية.

وقال مندوب العراق في منظمة أوبك، محمد النجار، إن بلاده بات بإمكانها تصدير المزيد من النفط بعد استئناف التدفقات عبر خط كركوك-جيهان، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مخططة في ميناء البصرة. وأكد أن "للدول الأعضاء في أوبك الحق في المطالبة بزيادة حصصها (الإنتاجية)، خاصة إذا كانت لديها مشاريع أدت إلى زيادة الطاقة الإنتاجية".

من جهته، صرح وكيل وزارة النفط العراقية، باسم محمد، لوكالة رويترز، أن استئناف تدفقات النفط الكردي سيساهم في رفع صادرات البلاد إلى ما يقرب من 3.6 مليون برميل يوميًا خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن مستويات الإنتاج والتصدير العراقية ستبقى ضمن حصتها المحددة من قبل أوبك والبالغة 4.2 مليون برميل يوميًا.

وكان العراق، وهو أكبر منتج يتجاوز حصته في المنظمة، قد قدم خططًا محدثة لأوبك في أبريل لتعويض ضخ النفط فوق الحصص المتفق عليها.

توقفت التدفقات عبر خط أنابيب كركوك-جيهان في مارس 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية تركيا بدفع 1.5 مليار دولار تعويضات للعراق عن الصادرات غير المصرح بها من قبل السلطات الكردية. وأكد وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بايراكتار، استئناف تصدير النفط العراقي إلى تركيا عبر منشور على منصة "إكس".

وتقضي الخطة الأولية، التي تم الاتفاق عليها الأربعاء الماضي، بالتزام إقليم كردستان بتسليم ما لا يقل عن 230 ألف برميل يوميًا إلى شركة تسويق النفط العراقية "سومو"، مع الاحتفاظ بـ 50 ألف برميل إضافي للاستخدام المحلي. وسيتولى تاجر مستقل مبيعات النفط من ميناء جيهان التركي باستخدام أسعار "سومو" الرسمية.

وبموجب الاتفاق، سيتم تحويل 16 دولارًا لكل برميل يُباع إلى حساب ضمان وتوزيعه بشكل متناسب على المنتجين، بينما تذهب بقية الإيرادات إلى "سومو".

وعلى الرغم من عودة التدفقات، لا تزال قضية الديون المستحقة للمنتجين في الإقليم عالقة. وقد اتفقت الشركات النفطية الثماني التي وقعت الاتفاق وحكومة إقليم كردستان على الاجتماع في غضون 30 يومًا من استئناف الصادرات للعمل على آلية لتسوية الديون العالقة، والتي تبلغ حوالي مليار دولار.