وزير الكهرباء والمدير العام لـ«روساتوم» يفتتحان المجمع التدريبي لتأهيل العاملين بمحطة الضبعة




قام الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، بجولة تفقدية في موقع إنشاء المحطة للاطلاع على تطورات سير الأعمال، وقد رافقه أليكسي ليخاتشوف-المدير العام لمؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية، حيث شاركا معًا في مراسم تدشين المجمع التدريبي والإنتاجي المتخصص بمراقبة الجودة، وتقييم الكفاءة المهنية، وتدريب الكوادر البشرية المشاركة في تنفيذ المشروع.
وشهدت مراسم الافتتاح الرسمي حضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور المهندس شريف حلمي - رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وأندريه بيتروف - النائب الأول للمدير العام لشؤون الطاقة النووية في "روساتوم" ورئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" (الذراع الهندسي لمؤسسة "روساتوم").

يأتي ذلك في إطار زيارة مشتركة رفيعة المستوى إلى موقع المحطة النووية بالضبعة، هذا ويمتد المجمع التدريبي والإنتاجي الجديد على مساحة تتجاوز 5000 متر مربع ، ويضم بنية تحتية متكاملة تشمل ورشة إنتاج متقدمة، ومحاكيات تدريبية بالحجم الكامل، إلى جانب مجموعة واسعة من المعدات الميكانيكية الكهربائية الحقيقية المستخدمة فعليًا في وحدات الطاقة، والمورّدة من كُبرى الشركات الروسية المتخصصة. كما يحتوي المجمع على قاعات مخصصة للتدريب النظري والتعليم الإلكتروني.
وقد تم تصميم منظومة العمل داخله وفقًا لأعلى المعايير الروسية في تأهيل الكوادر البشرية في القطاع النووي، مع مواءمتها بالكامل لتتوافق مع المتطلبات الوطنية المصرية.

اقرأ أيضاً
فاتورة الكهرباء لشهر يوليو 2025.. إليك خطوات الاستعلام وطرق السداد
المحطات النووية: انتهاء تركيب المستوى الثالث من وعاء مبنى المفاعل الثاني بالضبعة
وزير الكهرباء في زيارة ميدانية إلى محطة الشباب المركبة بالإسماعيلية
”الطاقة الدولية” ترفع توقعاتها لنمو إمدادات النفط خلال عام 2025
وزيرا الإنتاج الحربي والكهرباء يبحثان تدبير احتياجات شركات الكهرباء من الخامات
وزارة الكهرباء تنفي حدوث حريق في أي من محطات المحولات على مستوى الجمهورية
أمجد الوكيل يضع رسائل تنبّه إلى أهمية تعزيز برامج الصيانة في محطات الكهرباء
وزيرا الكهرباء والإسكان يبحثان التوسع باستخدامات الطاقة المتجددة في المدن الجديدة
فاتورة الكهرباء لشهر يوليو 2025.. إليك خطوات الاستعلام وطرق السداد
الإحصاء: تراجع معدل التضـخم السنوي مسجلًا 14.4% خلال يونيو الماضي
روساتوم: محطة نوفوفورونيج النووية تطلق مساعدًا رقميًا فريدًا من الذكاء الاصطناعي
فاتورة الكهرباء لشهر يوليو 2025.. إليك خطوات الاستعلام وطرق السداد
ويتميّز هذا المجمع بكونه يُعد الأول من نوعه في المشروع الذي يوفر برنامجًا تدريبيًا وأساسيًا وموحدًا يخضع له جميع الفنيين المصريين، على اختلاف تخصصاتهم المستقبلية، بما يضمن تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة والتكامل في الأداء.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المجمع في تدريب وتأهيل ما يقرب من20 ألف عامل خلال مراحل تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة، وذلك في مجالات متنوعة تشمل أعمال الإنشاءات، وتركيب المعدات، وأعمال التشغيل التجريبي.

كما سيُستخدم المجمع كمركز رئيسيا لتقييم المهارات والكفاءات الفنية للعاملين الجدد، تمهيدًا لاعتمادهم ومباشرتهم للعمل الميداني.
ويأتي إنشاء هذا المجمع في إطار الرؤية المشتركة بين مصر وروسيا لبناء منظومة متكاملة ومتقدمة لإعداد وتأهيل الكوادر البشرية، ليس فقط للمساهمة بكفاءة في تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة، بل وفي تشغيله الآمن والمستدام في المستقبل.
وعن انشاء هذا الصرح الجديد، قال أليكسي ليخاتشوف المدير العام لمؤسسة ـ"روساتوم": "يُعدّ إعداد الكوادر المؤهلة بجودة عالية حجر الزاوية في التشغيل الفعال والآمن لأي محطة نووية. ونحن على يقين من أن التعاون المشترك وتبادل الخبرات سيُسهمان في تطوير الكفاءات الوطنية في مجال الطاقة النووية، وسيكونان أساساً صلباً لتعزيز التعاون الناجح بين روسيا ومصر".
وبهذه المناسبة، أضاف الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة: "تُعد محطة الضبعة للطاقة النووية حجر الزاوية في استراتيجية مصر المستقبلية لتأمين مصادر طاقة مستدامة وموثوقة وعالية القدرة، فهي ليست مجرد مشروع إنشائي، بل مشروع قومي استراتيجي يُجسد رؤيتنا لبناء قاعدة تكنولوجية متقدمة ونقل الخبرات العالمية إلى الكفاءات الوطنية، ويُشكّل افتتاح مجمع التدريب والتأهيل خطوة محورية لضمان تنفيذ المشروع وفقاً لأعلى المعايير الدولية، ونحن نولي أهمية قصوى للجودة والانضباط في جميع مراحل المشروع، من التصميم والإنشاء إلى التشغيل والتدريب، ونُقدّر عالياً الشراكة الاستراتيجية مع الجانب الروسي في إنجاح هذا الصرح الحيوي".
وخلال الزيارة، قامت الوفود بجولة تفقدية شاملة لمتابعة سير الأعمال في موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، حيث اطّلعوا على آخر المستجدات في أعمال التنفيذ والمعالم الإنشائية داخل الموقع، وتشهد وحدات الطاقة الأربع حاليًا أعمال إنشاء وتركيب متكاملة تسير بوتيرة متقدمة على مختلف المستويات.
وفيما يخص الوحدة الأولى من المحطة، تُجرى حاليا أعمال بناء "الجزيرة النووية" و"مبنى التوربينة"، ومن المخطط الانتهاء من تركيب وعاء المفاعل بحلول نهاية عام 2025، أما فيما يخص الوحدة الثانية، فتتواصل أعمال تسليح المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلي، وفي الوقت نفسه، تشهد الوحدتان الثالثة والرابعة تنفيذ أعمال تسليح وصب الخرسانة لأساسات مباني المفاعل، في إطار التقدم المتواصل لأعمال الإنشاء في جميع الوحدات
وجدير بالذكر أن أكثر من 24 ألف شخص يعملون حاليًا في مشروع المحطة النووية بالضبعة، يشكّل المواطنون المصريون الغالبية العظمى منهم، مما يعكس عمق المساهمة الوطنية في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي، كما شملت الجولة تفقد عدد من المرافق الخدمية والاجتماعية المخصصة للعاملين، من بينها المجمع، ومبنى الصيدلية، والمتاجر، والملاعب الرياضية المفتوحة، والمركز الرياضي، بالإضافة إلى مبنى مركز "أرض الطفولة" المخصص لرعاية الأطفال.
وتُعد محطة الضبعة للطاقة النووية أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر، وتقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بُعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
تتكوّن المحطة من أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، ومزوّدة بمفاعلات ماء-ماء روسية من طراز VVER-1200 من الجيل الثالث المطوّر، وهي أحدث تقنيات الطاقة النووية التي تُستخدم حالياً في محطات مرجعية داخل وخارج روسيا.
وتجاوزت "روساتوم" مرحلة تنفيذ المشاريع الفريدة إلى مرحلة التصنيع التسلسلي المتكامل، وقد تم بالفعل تشغيل أربعة مفاعلات من هذا الجيل: اثنان في محطة نوفوفورونيج، واثنان في محطة لينينغراد، بالإضافة إلى وحدتين خارج روسيا في محطة الطاقة النووية البيلاروسية.
ويُنفّذ مشروع الضبعة في إطار مجموعة من العقود الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017. وبموجب هذه العقود، لا تقتصر مسؤوليات الجانب الروسي على بناء المحطة، بل تشمل أيضاً توريد الوقود النووي طوال فترة تشغيل المحطة، والمساعدة في تدريب الكوادر المصرية خلال المراحل الأولى من التشغيل والصيانة لمدة عشر سنوات، كما تشمل العقود المنفصلة إنشاء منشآت خاصة لتخزين الوقود النووي المستهلك، وتوفير الحاويات المخصصة لذلك.
وتواصل روسيا تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية الدولية، مع التركيز على التعاون مع الدول الصديقة.
ورغم التحديات الخارجية، تعمل روسيا على زيادة قدراتها التصديرية، وتواصل توريد السلع والخدمات والمواد الخام إلى مختلف دول العالم، وتنفيذ مشاريع طاقة دولية كبرى، تلعب فيها "روساتوم" وشركاتها دوراً فاعلاً.