الزراعة الأمريكية تخفض توقعات حصاد الذرة وتزيد تقديرات الصادرات




أظهر التقرير الشهري الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية، تحديثات متباينة لمشهد المعروض والطلب على الذرة، إذ أكدت بعض الاتجاهات السابقة، بينما فاجأت السوق بتعديلات أخرى غير متوقعة.
ومن أبرز المفاجآت تخفيض المساحة المتوقع حصادها، بشكل يفوق الخفض في المساحات المزروعة، ما أعاد التقديرات الإنتاجية إلى ما دون 400 مليون طن، على الرغم من أن التقدير لا يزال ضمن نطاق قياسي، ةهذا التراجع قد يمهد لتعديل كبير في تقديرات الإنتاجية خلال تقرير أغسطس.
في المقابل، أكد التقرير الاتجاه الصاعد في صادرات محصول الموسم الماضي، إذ رفعت الوزارة تقديراتها من 66 إلى 69.85 مليون طن، بعدما بلغت المبيعات الفعلية 69.4 مليون طن قبل سبعة أسابيع من نهاية العام التسويقي، وهو ما انعكس على خفض المخزونات المتبقية من المحصول القديم إلى 34 مليون طن، ومن المحصول الجديد إلى 42 مليون طن، نتيجة لخفض محدود في توقعات التصدير لموسم 2025/2026.
وقد تم تحديث المساحات المزروعة رسميًا إلى 95.2 مليون فدان، بناءً على بيانات أولية صدرت نهاية يونيو، إلا أن المفاجأة الحقيقية جاءت من خفض مساحة الحصاد إلى 86.8 مليون فدان، نزولًا من 87.4 مليون، وهو ما يُعزى إلى الفيضانات في تكساس ومنطقة دلتا الميسيسيبي.
وبناءً على ذلك، تراجع الإنتاج المتوقع إلى 398 مليون طن، على الرغم من أن الطقس المثالي خلال يوليو، الذي تزامن مع مرحلة التلقيح الحساسة، يعزز التقديرات الحالية.
ومن المنتظر أن تُجري الوزارة مسحًا ميدانيًا للإنتاجية، يتم الإعلان عن نتائجه في 10 أغسطس، وسط توقعات بأن يتجاوز المتوسط التقديري الحالي البالغ 181 بوشل للفدان.
لكن في الوقت نفسه، تترقب الأسواق تطورات التوترات التجارية، بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية بدءًا من الأول من أغسطس على عدد من الدول المستوردة للذرة الأميركية، أبرزها اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايلاند وتونس، وهي أسواق رئيسية للذرة الأميركية، علمًا بأن اليابان تُعد ثاني أكبر مستورد عالمي.
وحتى الآن، لم تعلن هذه الدول عن أي إجراءات انتقامية، ما يثير تساؤلات بشأن استمرارها في شراء الذرة الأميركية، وسط توقعات بأن تتحول وجهتها نحو أمريكا الجنوبية، وتحديدًا البرازيل والأرجنتين.
وعلى الرغم من تراجع المخزونات وتقلص آفاق المعروض، لم تلقَ الأسعار دعمًا في بورصة شيكاغو للحبوب، حيث فقدت العقود الآجلة للذرة مستوى 4 دولارات للبوشل، وتتجه السوق حاليًا صوب 3.70 دولارات، وهو سعر مرجعي للمنتجين المحليين.
في السياق ذاته، تستفيد الأرجنتين من إعادة توجيه الطلب، على الرغم من فرض زيادة ضريبية بداية يوليو رفعت رسوم التصدير من 9.5% إلى 12%.
ومن المتوقع أن تسجل شحنات الذرة الأرجنتينية هذا الشهر نحو 3 ملايين طن، انخفاضًا من 4 ملايين في يوليو الماضي، إلا أن التقديرات الأولية لشهر أغسطس تشير إلى إمكانية تسجيل 3.3 ملايين طن، متجاوزة مستويات أغسطس 2024.
ويرجح أن تحدد مواقف دول آسيا تجاه الرسوم ومستقبل الواردات من الولايات المتحدة مدى استفادة دول أمريكا الجنوبية من هذا التحول، خاصة في ظل بقاء الذرة البرازيلية والأرجنتينية أرخص نسبيًا حتى في حال التوصل إلى تسوية جمركية بنسبة تتراوح بين 10 و20%.