مصر والبحرين تتفقان على مضاعفة حجم التبادل التجاري خلال عامين

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين، رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، بالعاصمة الإدارية الجديدة، جلسة مباحثات موسّعة؛ لمناقشة سُبل تعزيز التعاون في عددٍ من الملفات والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وحضر المباحثات من الجانب المصري: الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة رانيا المشّاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كُجوك وزير المالية، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفيرة المصرية لدى البحرين ريهام خليل.

كما حضر المباحثات من الجانب البحريني: الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، ونور بنت علي الخليف وزيرة التنمية المستدامة، وعبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، والسفيرة البحرينية لدى القاهرة فوزية بنت عبدالله زينل.

وثمّن "مدبولي"، العلاقات التاريخية الممتدة بين القاهرة والمنامة، مؤكدًا استمرار هذه العلاقات المتميزة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم وإقليم الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن زيارة ولي العهد البحريني إلى مصر، تمثل دفعة قوية للتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية، والاستثمارية والتجارية والتكنولوجية.

وهنأ رئيس الوزراء، ولي عهد البحرين على النهضة التي تشهدها بلاده حاليًا، تحت قيادة ملك البحرين وولي عهده، في ضوء المؤشرات الاقتصادية الجيدة التي تشهدها المملكة، مضيفًا: "لدينا رغبة حقيقية في تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا في العديد من المجالات، لا سيما أن البحرين أصبحت الآن مركزًا إقليميًا، بل وعالميًا للكثير من الصناعات المتقدمة".

وتطلع رئيس الوزراء، للتعاون مع الجانب البحريني في مجال صناعة الألومنيوم، خاصة في ضوء تقدم هذه الصناعة في البحرين، بجانب عقد شراكات مع الجانب البحريني؛ سواء مع الجهات الحكومية، أو مع القطاع الخاص.

وأشار "مدبولي"، إلى أنه تم التوافق مع الجانب البحريني على مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عامين، حيث يبلغ الآن حوالي 400 مليون دولار، وذلك يأتي ضمن المستهدفات المُتوافق عليها بين الجانبين، مؤكدًا على أنه يمكن تحقيق تلك المستهدفات، لكن هذا سيتطلب منا العمل معًا بصورة أكبر.

ولفت رئيس الوزراء، إلى أنه توجد قدرات كبيرة لدى القطاع الخاص بالبلدين، منوهًا إلى أهمية منتدى رجال الأعمال المصري البحريني الذي استضافته القاهرة أمس، مثمنًا دوره كحلقة تواصل فعّالة بين مجتمع الأعمال في البلدين.

وتطلع رئيس الوزراء، إلى تعزيز دور القطاع الخاص في دفع مسار التعاون الاقتصادي والاستثماري والتبادل التجاري بين البلدين، وأن تشهد الفترة المُقبلة تنظيم مزيد من الزيارات المُتبادلة بين رجال الأعمال والمسئولين المعنيين، بما يسهم في زيادة حركة التجارة من جهة، وتشجيع الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية من جهة أخرى.

وأكد رئيس الوزراء، على تقديم جميع التسهيلات الممكنة التي تسهم في تشجيع استثمارات الشركات البحرينية في مصر، مضيفًا: "الشركات البحرينية يمكنها الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وعدد من البلدان والتكتلات حول العالم".

ونوه "مدبولي"، إلى أنه يتم الإعداد لهذه الزيارة منذ فترة، وأسفرت عن إعداد 22 مذكرة تفاهم واتفاقية، تم توقيع 8 منها اليوم في عدد من المجالات المختلفة، مضيفًا: "هذه الزيارة تعد انطلاقة لزيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري، وهناك فرصًا كثيرة للتعاون بين البلدين في القطاع المصرفي، وكذا في مشروعات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، ولاسيما مع اهتمام دول العالم أجمع بهذه النوعية من المشروعات".

وشدد "مدبولي"، على تقدير مصر البالغ لرعاية حضرة ملك البحرين وولي عهده، للجالية المصرية بالبحرين، والتي تعد أكبر جالية عربية بالمملكة، مؤكدًا على اعتزازه بدور الجالية في دعم مسيرة التنمية البحرينية.

كما أشاد "مدبولي"، بالرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في البلدين وتوافق مواقفهما تجاه القضايا المختلفة، وجهودهما المُشتركة في إرساء ركائز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، مثمنًا ما حققته البحرين من إنجازات بارزة في مُختلف المجالات، لاسيما التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة.

وثمّن رئيس الوزراء، ما حققته اللجنة الحكومية المصرية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي برئاسة وزيري المالية على مدار الدورتين السابقتين (نوفمبر 2023 وفبراير 2025)، وما تُمثله الآلية من قوة دفع مُهمة لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات ذات الأولوية.

من جانبه، أشاد ولي عهد البحرين، بحسن الاستقبال الذي لاقاه والوفد المرافق له منذ قدومه إلى مصر، مُعربًا عن تقديره الكبير للحفاوة التي تم استقبالهم بها اليوم من قَبل الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال ولي العهد البحريني: "لا أقول إن مصر هي بلدي الثاني، بل مصر هي بلدي، ونحن دائمًا نفخر بمصر أم الحضارات، كما أنها هي العمق الأصيل لعالمنا العربي، وقوة مصر هي قوة للعرب جميعًا".

وأشاد ولي عهد البحرين، برؤية الدولة المصرية التنموية، مثمنًا قرار بناء العاصمة الإدارية الجديدة ووصفها بأنها مدينة المستقبل والفرص، وهذه الرؤية التي يتم تنفيذها تحت قيادة الرئيس السيسي، خلقت واقعًا جديدًا بعزم وإرادة المصريين.

وأعلن "آل خليفة"، عن الانتهاء من تجهيز 22 مذكرة تفاهم واتفاقية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في العديد من المجالات، أعدها فرق عمل متميزة من البلدين، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال البحرينيين لديهم شراكات مهمة وكبيرة في السوق المصرية.

وأعرب ولي العهد البحريني، عن استعداده لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب المصري في الكثير من المجالات من بينها قطاعات: التجارة والخدمات المصرفية والاستشارات الهندسية، مؤكدًا على توافق الرؤى والسياسات بين القاهرة والمنامة فيما يخص القضايا الإقليمية، وسياساتنا تركز على الدفاع عن مصالح بلداننا وضمان عيش أفضل لشعوبنا.

وخلال الجلسة، توجّه الوزراء البحرينيون، بالشكر لنظرائهم المصريين على التعاون المشترك الذي تم خلال اللجنة المشتركة بين البلدين، والتي كانت بمثابة انطلاقة لتعزيز العمل المشترك، كما أكدوا العمل على مضاعفة حجم التبادل التجاري، ولا سيما أن مصر تزخر بالعديد من الفرص في المجالات المختلفة مثل القطاع المالي والمصرفي واللوجستي والأمن الغذائي والسياحي وقطاع الإنشاءات.

وأكد الوزراء البحرينيون، أن هناك توجيهًا من القيادة السياسية باعتبار التعاون مصر أولوية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، ونعمل على ترجمة هذه التوجيهات إلى خطط تنفيذية على أرض الواقع.

بدورهم، أكد الوزراء المصريون خلال جلسة المباحثات أن هذه الزيارة تكللت بالنجاح حيث أثمرت عن توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، كما أن أحد ثمار هذه الزيارة هو التعاون بين مجتمع رجال الأعمال بالبلدين، وهو ما سيسهم في تحقيق مستهدفات مضاعفة التبادل التجاري.

وفي ختام المباحثات، تطلع رئيس الوزراء، إلى حضور ملك البحرين، احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، تلبية لدعوة أخيه الرئيس السيسي، داعيًا ولي عهد البحرين، رئيس الوزراء، لحضور افتتاح المتحف.