الرئيس السيسي: المشهد الدولي غارقًا في الازدواجية.. و”الفيتو” جعل مجلس الأمن عاجزًا عن تسوية الحروب




شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، عبر الوسائل الافتراضية، في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع “البريكس”، والتي انعقدت بدعوة من البرازيل، بصفتها الرئيس الدوري الحالي للتجمع.
وناقشت القمة، المستجدات الدولية الراهنة، وتبادل الرؤى حول التطورات العالمية، وبحثة سبل تعزيز التنسيق بين دول التجمع لمواجهة التحديات المتسارعة التي تلقي بظلالها على الدول النامية بوجه خاص.

وشكر الرئيس السيسي، نظيره البرازيلي على دعوته لعقد هذا الاجتماع المهم، لتبادل الرؤى في توقيت دقيق، يشهد فيه العالم صراعات، تهدد العمل الدولي متعدد الأطراف؛ بل ومنظومة الأسس والقواعد والمبادئ، التي يستند إليها النظام الدولي منذ عام ١٩٤٥.
وقال الرئيس السيسي: "لقد بات المشهد الدولي اليوم، غارقًا في ازدواجية فاضحة في المعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، في ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية".

اقرأ أيضاً
الرئيس السيسي يؤكد على أهمية تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار بالمجال الطبي وصناعة الدواء
”فاو” تتوقع إنتاجًا عالميًا قياسيًا من الحبوب خلال 2025
الرئيس السيسي يصدر على قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي| مستند
مصر والبحرين تتفقان على مضاعفة حجم التبادل التجاري خلال عامين
الرئيس السيسي يستقبل ولي عهد مملكة البحرين لتعزيز العلاقات بالمجالات الاقتصادية والاستثمارية
منها تيدا وهاير.. وزير الصناعة: 3000 شركة صينية تعمل في السوق المصري
وزير الخارجية يبحث مع رئيسة سلوفينيا تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي
وكالة الطاقة الدولية: البرازيل قدمت طلبًا رسميًا للانضمام لعضويتنا
رئيس الوزراء: بدء تفعيل حزمة الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة 7.5 مليارات دولار
مصر وإسبانيا تناقشان ترتيبات عقد منتدى الأعمال خلال الشهر الجاري
ارتفاع إنتاج السكر في البرازيل خلال النصف الأول من أغسطس
تراجع توقعات إنتاج البن في البرازيل يضغط على المعروض العالمي
وذكر: "هذا الانحدار يقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة".
وصرح الرئيس السيسي: "لم يكن من المستغرب، في ظل هذا التراجع، أن تتفاقم الأزمات وتشتعل الصراعات وتندلع الحروب، وأن ترتكب جرائم مروعة من قتل وتدمير، ستظل وصمة عار لا يمحوها الزمن، تطارد من تلطخت أيديهم بها، وأضعف هذا الواقع المتردي، فاعلية العمل الدولي المشترك، وقيد قدرة الدول والمؤسسات الأممية، على التصدي للقضايا الملحة، التي تستوجب أعلى درجات التنسيق والتعاون".

وأوضح الرئيس السيسي، أن وضع مجلس الأمن الدولي، يعد مثالًا صارخًا، على ما آل إليه حال المجتمع الدولي، من عجز وتراجع وهو ما انعكس سلبًا وبشكل مباشر، على ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة، لاسيما في أداء مجلس الأمن ذاته، ودفع هذا التآكل في المصداقية، العديد من الدول، إلى المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس، بما في ذلك الدعوة الصريحة، إلى إلغاء حق النقض "الفيتو"، ذلك الامتياز الذى تحول بمرور الزمن، إلى أداة لعزل المجلس عن الواقع الميداني، وجعله عاجزًا عن أداء دوره المحوري، في تسوية النزاعات ووقف الحروب، رغم كونه الهيئة الأممية، المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأضاف الرئيس السيسي: "امتدت تداعيات هذا الوضع الدولي المتردي، لتطال مكتسبات النمو الاقتصادي العالمي، مهددة إياها بالانهيار، حيث يشهد العالم اليوم، تباطؤا ملحوظًا في معدلات النمو الاقتصادي، وتراجعًا في حركة التجارة الدولية، وتآكلًا في الاهتمام بقضايا التنمية والتمويل الإنمائي".
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن ذلك في وقت تتسع فيه الفجوات التنموية والتمويلية والرقمية في الدول النامية، وتتفاقم أعباء ديونها، وتضعف قدرتها على النفاذ إلى مصادر التمويل الميسر، ومحدودية تأثير هذه الدول، في منظومة عمل المؤسسات المالية الدولية.
وقال الرئيس السيسي: "من هنا؛ تأتى أهمية تجمع البريكس، باعتباره محفلًا دوليًا بازغًا، يشق طريقه بثبات، نحو ترسيخ التعاون البناء بين دوله، انطلاقًا من مبادئ المنفعة والاحترام المتبادل، وتعزيز العمل متعدد الأطراف".
وتابع: "يكتسب اجتماعنا اليوم أهمية استثنائية، إذ يشكل فرصة سانحة للتشاور، وتبادل الرؤى حول سبل تعميق التكامل بين دولنا، وتنسيق الجهود لتخفيف وطأة الأزمات الراهنة، بما يعزز من قدرة دول البريكس، على الإسهام الفاعل في صياغة نظام دولي أكثر توازنا وإنصافا".