الصين توقف شراء فول الصويا الأميركي لأول مرة منذ التسعينات وتضغط على واشنطن بورقة الزراعة




في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من ربع قرن، أوقفت الصين استيراد فول الصويا الأميركي مع بداية موسم التصدير الجديد، في إشارة واضحة إلى استخدامها المحاصيل الزراعية كورقة تفاوض في نزاعها التجاري مع الولايات المتحدة.
الصين، باعتبارها أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، تؤثر بقوة في حركة السوق العالمية، وتلجأ مجدداً إلى استراتيجيتها المعتادة المتمثلة في تقليص اعتمادها على الإمدادات الأميركية. وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية، لم تسجل بكين أي تعاقدات حتى 11 سبتمبر، وهو ما لم يحدث منذ بدء توثيق السجلات عام 1999.

العام الماضي، مثلت الولايات المتحدة نحو 20% من واردات الصين من فول الصويا بقيمة تجاوزت 12 مليار دولار، لكن بكين تعتمد حالياً على مخزوناتها الضخمة إلى جانب الإمدادات البرازيلية، ما يضع المزارعين الأميركيين تحت ضغط كبير مع تراجع الأسعار إلى مستويات متدنية.
ويرى محللون أن هذه السياسة تعكس تخطيطاً استراتيجياً طويل الأمد، شبيهاً بتعامل الصين مع المعادن النادرة، حيث تفضل بكين إرسال رسالة سياسية واضحة مفادها أنها لن تقدم على أي شراء دون موافقة رسمية.

اقرأ أيضاً
الأرجنتين تتوقع محصولاً قياسياً من فول الصويا في 2026
تراجع أسعار فول الصويا العالمية للجلسة الثانية على التوالي
بيسنت: الولايات المتحدة أعربت عن استيائها للصين بشأن إنفيديا
الولايات المتحدة تخفّض الرسوم على السيارات اليابانية الثلاثاء
صادرات الصين من الصلب تتجه نحو مستويات قياسية رغم العوائق التجارية
إنتاج البرازيل من الذرة وفول الصويا يسجل مستوى قياسيًا خلال 2025
هبوط صادرات فول الصويا في أوكرانيا مع فرض الرسوم الجمركية عليه
بكين تتهم إنفيديا بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار
واشنطن وبكين تستعدان لعقد محادثات بشأن التجارة وتيك توك لليوم الثاني
تراجع أسعار فول الصويا العالمية مع غياب الطلب الصيني وسط محادثات التجارة
ارتفاع عدد منصات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي
القمح في الصدارة.. تراجع حصاد الحبوب الأوكرانية إلى 29.1 مليون طن
في المقابل، يواجه المزارعون الأميركيون أزمة حقيقية، إذ يشكل فول الصويا قاعدة انتخابية مهمة للرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يسعى بدوره إلى إدراج ملف الزراعة على رأس أولوياته في المفاوضات مع بكين.
ورغم أن الصين أوقفت شراء فول الصويا الأميركي، فإنها تواصل استيراد الحبوب من دول أخرى مثل البرازيل وكندا وأستراليا، في إطار توجهها لتنويع مصادر الغذاء وتقليل اعتمادها على السوق الأميركية. لكن هذا النهج لا يخلو من مخاطر، إذ إن أي اضطراب في الإنتاج البرازيلي قد يفرض على بكين العودة مجدداً إلى الإمدادات الأميركية.
