الأردن يعتمد على الواردات لتغطية معظم احتياجات الحبوب

يستمر الأردن في الاعتماد بدرجة كبيرة على استيراد الحبوب نتيجة محدودية الأراضي الصالحة للزراعة وندرة المياه المزمنة.

وقد شهد موسم الأمطار 2024/2025 واحدًا من أضعف المواسم خلال عقود، ليأتي امتدادًا لسنوات من الهطول المتدني، الأمر الذي أدى إلى تراجع الإنتاج المحلي من القمح والشعير مع بقاء أكثر من 95% من الاحتياجات معتمدًا على الواردات.

ويواصل الطلب على القمح الارتفاع بالتزامن مع الزيادة السكانية، مدعومًا ببرامج الدعم الحكومية واحتياطيات استراتيجية تكفي نحو ثمانية أشهر من الاستهلاك، وفق بيانات موقع oilworld.ru استنادًا إلى وزارة الزراعة الأميركية.

وتشير التقديرات إلى أن واردات القمح ستبلغ نحو 1.15 مليون طن، بينما ستحتاج المملكة إلى استيراد 900 ألف طن من الشعير المخصص للأعلاف المدعومة، مع توقع ارتفاع المخزونات النهائية إلى 332 ألف طن.

اتجاهات واردات الذرة والأرز

تحافظ واردات الذرة، التي يتولى القطاع الخاص مسؤولية توريدها، على مستوى مستقر يبلغ 750 ألف طن سنويًا، ما يعكس توازنًا في السوق وعدم وجود تغيرات كبيرة في الطلب خلال الفترة الأخيرة.

وفي المقابل، تُتوقع زيادة موسمية في واردات الأرز التي تُقدر بنحو 275 ألف طن، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان وما يصاحبه من ارتفاع الاستهلاك.

كما تشير المؤشرات إلى أن هذه السلع الغذائية الأساسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن الغذائي في المملكة، ما يدفع الجهات المنظمة إلى مراقبة الأسواق بشكل مستمر للحفاظ على مستويات آمنة من المخزونات.

تنويع الشركاء ضمن استراتيجية الأمن الغذائي

يعمل الأردن على توسيع قاعدة مورديه ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بهدف الحد من مخاطر الاعتماد على مورد واحد وضمان تدفق ثابت للحبوب الأساسية.

ويشمل ذلك البحث عن أسواق بديلة وزيادة الشراكات التجارية لتعزيز القدرة على مواجهة التقلبات العالمية والحفاظ على استقرار الإمدادات.

وتُظهر التوجهات الحكومية أن المملكة تتحرك نحو بناء منظومة مرنة قادرة على الصمود أمام تغيرات المناخ وارتفاع تكاليف النقل وسلاسل الإمداد، بما يحافظ على استقرار توفر القمح والشعير والذرة والأرز للمستهلكين.