باول يرفض الرضوخ: لن أستقيل تحت ضغط ترامب


في مواجهة ضغوط متصاعدة من الرئيس دونالد ترامب للاستقالة، أبلغ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عدداً من حلفائه أنه لا ينوي التنحي عن منصبه، مؤكداً عزمه على الصمود في وجه الحملة الرئاسية غير المسبوقة التي تهدف لإجباره على خفض أسعار الفائدة.
باول يرى أن استمراره في منصبه لا يتعلق فقط باعتبارات شخصية، بل هو دفاع عن استقلالية المؤسسة النقدية الأهم في البلاد، حسب مصادر مطلعة على محادثاته الخاصة، ويرى أن أي خطوة للتنحي في الوقت الحالي ستُفسر على أنها خضوع للضغوط السياسية وتهدد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
وقال السيناتور الجمهوري مايك راوندز من ولاية ساوث داكوتا، وهو أحد من تحدثوا مباشرة مع باول حول إمكانية استقالته: «إنه يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه حماية استقلالية المؤسسة، لقد سألته شخصياً، وأكد لي أنه لن يستقيل، لأن ذلك سيضعف من استقلال الاحتياطي الفيدرالي».
هجوم علني وتصعيد رئاسي
اقرأ أيضاً
أسعار النفط عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع
الاحتياطي الفيدرالي يفتح أبوابه للإعلام قبل زيارة ترامب
فاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي أعدّ رداً تجارياً احترازياً تحسّباً لفشل الاتفاق مع أمريكا
ترامب: لا نية لتقويض أعمال إيلون ماسك
أسترازينيكا تستثمر 50 مليار دولار في الولايات المتحدة
تراجع أسعار الذهب العالمية بعد صعود قوي مع ترقّب مفاوضات التجارة الأمريكية الأوروبية
تراجع أسعار النفط مدفوعة بمخاوف تأثر الإمدادات بعد العقوبات ضد روسيا
أسعار النفط ترتفع بعد فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات جديدة على روسيا
أسعار الذهب ترتفع مع ضعف الدولار.. والبلاتين عند أعلى مستوى له منذ أغسطس 2014
مرشح محتمل لخلافة باول: يجب التنسيق بين الخزانة والفيدرالي بشأن إدارة الدين
متداولو السلع يسرّعون شحنات البن البرازيلي إلى أمريكا قبل سريان رسوم ترامب الجمركية
الرئيس السيسي: مصر تقدر حرص ”ترامب” على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي
باول الذي تنتهي ولايته في مايو 2026، أصبح هدفاً لهجمات متكررة من البيت الأبيض بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة رغم الضغوط المتزايدة، وقد أسهم هذا التصعيد في وضع قرارات الاحتياطي الفيدرالي المعتادة تحت مجهر غير مسبوق، ما أثار مخاوف حول التدخل السياسي في السياسة النقدية وتأثيره على الاقتصاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثف ترامب هجماته، واصفاً باول بأنه «غبي»، و«ممل الرأس»، و«من أسوأ التعيينات التي قمت بها»، كما ألمح إلى أن باول يسعى لتقويض رئاسته، مؤكداً علناً رغبته في استقالته.
ورغم كل ذلك، حذّر مستشارو ترامب من أن إقالة باول قد تُفزع الأسواق وتدفع الاقتصاد إلى أزمة، ولهذا اختار الرئيس الضغط علناً وتشويه سمعة باول بدلاً من إقالته المباشرة.
جولة في مقر الاحتياطي الفيدرالي
وفي محاولة جديدة لزيادة الضغط، زار ترامب مقر الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس، حيث رافقه باول شخصياً في جولة داخل مشروع تجديد المقر الرئيسي البالغة تكلفته 2.5 مليار دولار، وأثار الرئيس تساؤلات حول تكلفة المشروع، معتبراً أن «الإنفاق الزائد» قد يكون مبرراً للإقالة.
وأثناء الجولة، مازح ترامب باول قائلاً: «سأحبك إذا خفضت أسعار الفائدة»، بينما اكتفى باول بابتسامة محرجة.
حملة تشويه حول مشروع الترميم
يرى حلفاء ترامب في مشروع الترميم وسيلة فعّالة للضغط على باول، حيث يروّجون لفكرة أن الإنفاق الضخم على المبنى الفيدرالي يتناقض مع معاناة الأميركيين في شراء منازل بسبب أسعار الفائدة المرتفعة.
أحد مستشاري ترامب شبّه استراتيجية الضغط بحيلة «غلي الضفدع»: «إما أن يقفز باول أو يُسلق»، في إشارة إلى استمرار الضغوط حتى الاستقالة أو الخضوع.