ظاهرة ”لا نينا“ تثير قلق المزارعون في أمريكا الجنوبية

تتصاعد مؤخراً المخاوف بشأن آثار ظاهرة لانينا "La Niña" المُحتملة -التي تضرب مناطق زراعية رئيسية في أمريكا الجنوبية اعتبارًا من شهر أكتوبر- ، حيث رفعت العديد من معاهد الأرصاد الجوية في جميع أنحاء العالم احتمالية حدوث هذه الظاهرة للعام الثاني على التوالي.

 

وتشير هذه الظاهرة -والتى تُعرف باسم لا نينا أو إل نينو- إلى التذبذب الجنوبي وهو تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي ، مؤثرًا على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

 

منتجي أمريكا الجنوبية يثيرهم القلق بشأن الجفاف الذي تدفعه الظاهرة

 

ولقد حدثت هذه الظاهرة لسنتان متتاليتان أربع مرات فقط في السنوات الخمس والثلاثين الماضية ، ومن المتوقع أن تحدث الظواهر المحتملة في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة بالفعل من عجز واضح في المياه.

 

يشعر المنتجون في أمريكا الجنوبية بالقلق بشكل خاص ، لأن هذه الظاهرة -La Niña- تميل إلى تفضيل الجفاف وارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة في جنوب البرازيل وكذلك في أجزاء من الأرجنتين وباراغواي -جميع المناطق المُنتجة الرئيسية للذرة وفول الصويا- .

 

في العام الماضي ، أخرت ظاهرة النينيا زراعة فول الصويا في جميع أنحاء البرازيل ، ودفعت زراعة محصول الذرة الثاني "سافرينها" إلى ظروف أقل ملاءمة بشكل ملحوظ ، في الوقت الذي عانت فيه أيضاً زراعة المحصول الأول من الذرة من أضرار كبيرة في الإنتاجية ، بسبب الظروف الحارة والجافة.

 

المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية يرفع توقعاته بزيادة فرصة تشكل لا نينا بحوالى 50 ٪

 

قام المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية (BOM) برفع نظام التنبيه لظاهرة النينيو-التذبذب الجنوبي (ENSO) من حالة "الغير نشط" إلى حالة "La Niña watch" ، في 14 سبتمبر الجاري ، وهذا يعني أنه في حين أن التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو محايد حاليًا ، فقد زادت فرصة تشكل لانينا خلال فصل الربيع في نصف الكرة الجنوبي إلى حوالي 50 ٪ ، وهو ضعف الاحتمال الطبيعي .

 

الإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي :  لا نينا تتراوح بين (70٪ - 80٪)

 

في الوقت نفسه ، قالت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في 13 سبتمبر أن احتمالية تشكل ظاهرة "لانينا" اعتبارًا من شهر أكتوبر لعام 2021 الجاري ما بين 70٪ و 80٪.

 

معهد الأرصاد الجوية البرازيلي : تشكل ظاهرة لانينا سيكون خفيفاً

 

كما يوافق معهد الأرصاد الجوية الوطني (INMET) في البرازيل أيضًا على احتمال تشكل الظاهرة اعتبارًا من شهر أكتوبر ، ولكنه يتوقعها أن تكون خفيفة.

 

وقال خبير الأرصاد الجوية في (INMET) ، موزار سلفادور ، إذا حدث فسيكون معتدلا ، ولن يستمر طويلا ، مضيفا أن الوضع قد يكون أكثر توهناً إذا كان عمل ثنائي القطب -نمط درجة حرارة سطح البحر عبر الاستواء الذي يبدو مهيمناً على الجداول الزمنية العقدية وهي فترة تبلغ حوالي 12 عامًا حيث تظهر الشذوذات في درجة حرارة البحر (SST) ميزاتها الأكثر وضوحًا والتي تبلغ حوالي 10 إلى 15 درجة من خط العرض خارج خط الاستواء- في المحيط الأطلسي أقوى.

 

وعلى الرغم من وجهة نظر (INMET) الأكثر تفاؤلاً ، إلا أن المزارعين البرازيليين قلقون ، مع وجود بعض المصادر التي تشير إلى أنهم قد يؤخرون الزراعة.

 

AgRural : ظاهرة النينيا لا تؤدي بالضرورة إلى خسائر في المحاصيل

 

وصرحت محللة سوق الحبوب في شركة (AgRural) البرازيلية -لأستشارات السوق والتسويق الزراعي والاستثمار في الأسواق المالية- ، دانييلي سيكويرا ، المزارعون البرازيليون قلقون ، خاصة في الجنوب ، حيث تتسبب لانينا في انتشار ظروف الحرارة والجفاف أثناء مراحل التكاثر لمحاصيل الذرة وفول الصويا الصيفية.

 

وأضافت سيكويرا ، لكن ليس هناك الكثير لنفعله حيال ذلك ، فقط نزرع ونأمل في الأفضل.

 

وشددت سيكويرا على أن ظاهرة لانينا لا تؤدي بالضرورة إلى خسائر في المحاصيل ، لأن هناك عوامل أخرى تؤثر على أنماط هطول الأمطار في المنطقة.

 

تم تأخير زراعة فول الصويا في البرازيل في موسم 2020/21 -وهو عام تسويقي أيضًا من قبل La Niña- ، مما دفع زراعة محصول الذرة الثاني "السافرينها" إلى زراعة أبعد من المعدل المثالي ، ما ساهم في خسارة قياسية للمحاصيل.

 

وتعتقد سيكويرا أنه لا يزال من المبكر الحديث عن التأخير في زراعة فول الصويا هذا العام ، على الرغم من التوقعات الجافة للنصف الثاني من شهر سبتمبر ، ولكنها لا تتوقع أن يخاطر العديد من المزارعين بالزراعة قبل أن يصبح المطر أكثر انتظامًا.

 

وقالت ، بشكل عام ، يفضل المنتجون عدم المخاطرة بالبذر في الغبار ، بل أكثر من ذلك ، لأن هذا سيكون محصولًا يتميز بارتفاع تكاليف مدخلاته ، والمخاطرة بإعادة الزراعة ستزيد هذه التكاليف بشكل أكبر.

 

في الأرجنتين ، يمكن أن يؤدي حدث طقس لانينا الثاني على التوالي أيضًا إلى مزيد من الجفاف ، مما يؤثر على رطوبة التربة ونمو محاصيل الذرة وفول الصويا ، خاصة بين شهري نوفمبر وفبراير.

 

BAGE : المناخ يُلقي بظلاله على حملة المحاصيل الرئيسية لموسم 2021/22 في الأرجنتين

 

قال أخصائي المناخ الزراعي من بورصة الحبوب ببوينس آيرس (BAGE) ، إدواردو سييرا ، في مؤتمر بمناسبة الاحتفال بدء حملة المحاصيل الجديدة في 14 سبتمبر ، من المتوقع أن يؤدي أحد العوامل الرئيسية لعدم اليقين بالنسبة للمزارعين -المناخ- إلى فرض قيود على حملة المحاصيل الرئيسية لموسم 2021/22 في الأرجنتين.

 

وقال مصدر تجاري أرجنتيني ، السوق تراقب الوضع عن كثب ، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيكون هناك أي انخفاضات في المحاصيل.

 

وأضاف قائلاً ، في الوقت الحالي ، الجميع حذرون بشأن التقديرات ، على الرغم من أنه من المتوقع أن تشهد الأرجنتين زيادة في المساحة المزروعة بالذرة.

 

توقعات BCR : زراعة الأرجنتين تشهد انخفاض هطول الأمطار بنسبة 20 ٪ إلى 30 ٪

 

وفقًا لبورصة روزاريو للحبوب (BCR) ، يمكن أن تشهد المناطق الزراعية في الأرجنتين هطول الأمطار أقل بنسبة 20 ٪ إلى 30 ٪ ، خلال سنوات ظاهرة لانينا ، اعتمادًا على مدى قوة حدث الطقس.