”الري” تعلن عن تطورات فيضان نهر النيل وتصرفات إثيوبيا الأحادية في إدارة السد




قالت وزارة الموارد المائية والري، إنها تتابع تطورات فيضان نهر النيل لهذا العام، وما ارتبط بها من تصرفات أحادية متهورة من جانب إثيوبيا في إدارة سدها غير الشرعي، المخالف للقانون الدولي.
وأكدت الوزارة، في بيان لها، على أن تلك التصرفات تفتقر إلى أبسط قواعد المسؤولية والشفافية، وتمثل تهديدًا مباشرًا لحياة وأمن شعوب دول المصب، كما تكشف، بما لا يدع مجالًا للشك، زيف الادعاءات الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالغير، وتؤكد أنها لا تعدو كونها استغلالًا سياسيًا للمياه على حساب الأرواح والأمن الإقليمي.

وعن الموقف المائي بأعالي النيل، تشير البيانات إلى ما يلي:
1- تنبع مياه نهر النيل من ثلاثة روافد رئيسية: النيل الأبيض، النيل الأزرق، ونهر عطبرة، ويأتي فيضان النيل الأزرق خلال الفترة من يوليو وحتى أكتوبر من كل عام، وتبلغ ذروته عادة في شهر أغسطس، وتشير البيانات إلى أن وضع الفيضان لهذا العام عند مصادره الثلاثة أعلى من المتوسط بنحو 25%، إلا أنه أقل من العام الماضي الذي عُد فيضانًا مرتفعًا.

اقرأ أيضاً
”الحجر الزراعي” يوقّع بروتوكولًا لتوعية المزارعين بمنظومة تكويد الصادرات
”الزراعة” تنشر الخريطة الصنفية للقمح خلال الموسم الجديد
”الخدمات البيطرية” تضبط 270 طن لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة خلال سبتمبر
الزراعة: إزالة 150 حالات تعد.. وتطهير 106 كم من المساقي والمصارف خلال سبتمبر
وزير الري يتابع تطوير منظومة تطهيرات المجاري المائية من الحشائش والمخلفات
”العمل” تُحرر 6185 محضرًا ضد منشآت تشغّل أجانب دون تراخيص
”فاروق” يوجه بالالتزام بضوابط صرف الأسمدة وإيقاف الصرف للمتعدين على الأراضي الزراعية
رئيس الوزراء يتابع الخطة التنفيذية لتطهير المجاري المائية
الرئيس السيسي يطلع على مستجدات مشروعات ”مستقبل مصر” وجهود توفير السلع الاستراتيجية
”بحوث الصحراء” و”الأكاديمية الصينية للعلوم” يوقعان بروتوكول تعاون لتبادل الخبرات وتدريب الكوادر الإفريقية
وزير الزراعة: مصر استوردت 53 ألف طن من التفاح اللبناني خلال عام 2024ز
مسجلة 4.6 مليارات دولار.. نمو صادرات قطاع الصناعات الغذائية 9% خلال 8 شهور من 2025
2- من الناحية الفنية، كان من المفترض أن تبدأ إثيوبيا في تخزين المياه بسدها بشكل تدريجي منذ بداية يوليو وحتى نهاية أكتوبر، ثم تصرفها بشكل منظم لتوليد الكهرباء على مدار العام، بما يتسق مع ما تدعيه مرارًا بشأن فوائد السد في تنظيم الفيضان، وحماية السودان من الغرق، وتوفير الكهرباء للشعب الإثيوبي.
3- في نهاية أغسطس، لوحظ أن مشغلي السد الإثيوبي خالفوا القواعد الفنية والعلمية المتعارف عليها، حيث خزنوا كميات أكبر من المتوقع من مياه الفيضان، مع تقليل التصريفات من نحو 280 مليون م³ إلى 110 ملايين م³ يوم 8 سبتمبر 2025.

وتدل تلك التصرفات على توجه إثيوبي متعجل نحو إتمام الملء بصورة غير منضبطة، بغرض الوصول إلى منسوب 640 مترًا فوق سطح البحر، ثم فتح المفيض الأوسط ومفيض الطوارئ لساعات معدودة لاستخدامها فقط كـ"لقطة إعلامية"، واستعراض سياسي في ما سُمّي باحتفال افتتاح السد يوم 9 سبتمبر الماضي، بعيدًا عن أي اعتبار للسلامة المائية أو مصالح دول المصب.
4- تأكدت هذه التقديرات بما حدث فعليًا؛ إذ عمد المشغل الإثيوبي عقب انتهاء ما سُمّي بالاحتفال يوم 10 سبتمبر الماضي إلى تصريف كميات ضخمة من المياه بلغت 485 مليون م³ في يوم واحد، تلتها زيادات مفاجئة وغير مبررة في التصريفات وصلت إلى 780 مليون م³ يوم 27 سبتمبر، ثم انخفضت إلى 380 مليون م³ يوم 30 سبتمبر.
وأظهرت التقديرات الخاصة بمناسيب السد الإثيوبي انخفاض المنسوب بما يقارب مترًا واحدًا، وهو ما يعادل تصريف نحو 2 مليار م³ من المياه المخزنة دون مبرر، بخلاف التصرفات الناتجة عن الفيضان نفسه، مما فاقم من كميات المياه المنصرفة وأكد الطبيعة غير المنضبطة والعشوائية لإدارة السد.
5- أدى التقاء تلك الكميات الكبيرة وغير المتوقعة من المياه في هذا التوقيت من العام، مع تأخر واختلاف مواعيد سقوط الأمطار داخل السودان، بجانب ارتفاع إيراد النيل الأبيض عن معدلاته الطبيعية، إلى زيادة مفاجئة في كميات المياه، نتج عنها إغراق مساحات من الأراضي الزراعية وغمر العديد من القرى السودانية.
6- في مواجهة تلك الظروف الطارئة، لم يكن أمام مشغلي سد الروصيرص السوداني، خيار سوى تخزين جزء بسيط من تلك المياه، وتمرير الجزء الأكبر بواسطة بواباته حفاظًا على أمان السد، نظرًا لمحدودية سعته التخزينية.
7- ترى الوزارة أن ما حدث على النيل الأزرق من إسراع في الملء غير القانوني للسد الإثيوبي، ثم تصريف كميات هائلة من المياه مباشرة بعد ما سُمّي باحتفال افتتاح السد، لم يكن إجراءً اضطراريًا، وإنما يعكس إدارة غير منضبطة وغير مسؤولة لسد بهذا الحجم.
8- تسببت الإدارة الأحادية وغير المسؤولة للسد الإثيوبي في تغيير مواعيد الفيضان الطبيعي – الذي تبلغ ذروته عادة في أغسطس – وإحداث "فيضان صناعي مفتعل" أكثر حدة وقوة في وقت متأخر من العام (جزء من شهر سبتمبر).
9- هذا التصرف العبثي وغير المنضبط، الذي لا هدف له سوى “الاستعراض الإعلامي والسياسي”، قد ألحق خسائر فادحة بالسودان الشقيق، وفقًا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA، مهددًا حياة ومقدرات شعبي دولتي المصب.
وكانت مصر قد حذرت مرارًا من أن وجود سد يخزن 74 مليار م³ بشكل مخالف للقانون الدولي ودون اتفاق قانوني ملزم، وفي ظل هذه العشوائية والعبث في الإدارة، يمثل خطرًا دائمًا ومستمرًا على دولتي المصب خلال فترات الجفاف والفيضانات.
10- تؤكد الوزارة ما يلي:
- يتم إدارة الموقف المائي بصورة ديناميكية قائمة على الرصد اللحظي في أعالي النيل والتنبؤات الهيدرولوجية باستخدام أحدث النماذج الرياضية. ومن خلال هذه المتابعة المستمرة، يتم تحديد التوقيتات المناسبة للتصرفات المائية، سواء بزيادة المنصرف خلال موسم أقصى الاحتياجات الزراعية (مايو – أغسطس)، أو ضبط كميات المياه في فترة الفيضان (يوليو – أكتوبر)، أو تخفيضها في موسم السدة الشتوية (يناير – فبراير).
- بهذه الإدارة الدقيقة يتحقق التوازن بين الاستفادة المثلى من المياه، سواء عبر استخدام المجرى الرئيسي لتصريف المياه لتلبية الاحتياجات المختلفة وتوليد الكهرباء، أو عبر مفيض توشكى في الحالات الاضطرارية، بما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد المائية وحماية أمن الشعب المصري في مواجهة أي تصرفات عشوائية من الجانب الإثيوبي.
- انطلاقًا من التحسب المسبق لهذه السيناريوهات، اتخذت الوزارة إجراءات استباقية شملت مخاطبة جميع المحافظين في 7 سبتمبر 2025، للتنبيه على المواطنين بضرورة توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وزراعتهم المقامة على أراضي طرح النهر، على الرغم من كونها تعديات مخالفة للقانون.
ويأتي ذلك في ضوء حرص الدولة على حماية المواطنين والتقليل من الآثار المحتملة للفيضان، مع التأكيد على أن هذه الأراضي بطبيعتها جزء من المجرى الطبيعي والسهل الفيضي لنهر النيل، ومعرضة للغمر في مثل هذه الحالات.
- إن الأراضي التي غمرتها المياه مؤخرًا هي بطبيعتها جزء من أراضي طرح النهر التي اعتاد النهر استيعابها عند زيادة التصرفات المائية عبر العقود الماضية، غير أن التعديات عليها بزراعات أو مبانٍ بالمخالفة أدت إلى وقوع خسائر عند ارتفاع المناسيب، على الرغم من أن تلك الأراضي غير مخصصة للزراعة الدائمة.
- ما يتم تداوله عبر بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى (غرق المحافظات) هو ادعاء باطل ومضلل، إذ يقتصر الأمر على غمر بعض أراضي طرح النهر (أراضٍ واقعة داخل مجرى نهر النيل)، وهي بطبيعتها جزء من حرم النيل ومعرضة للغمر عند ارتفاع المناسيب، وليست المحافظات كما يُروّج خطأً.
- التعديات على مجرى النهر تؤدي إلى عواقب فنية جسيمة، أهمها تقليص القدرة التصريفية للنهر الذي يمثل مصدر الحياة للمصريين، وتحذر الوزارة سنويًا المواطنين، كما تنفذ مناورات وجهودًا كبيرة ومكلفة للحفاظ على زراعات وأملاك المخالفين باعتبارهم من أبناء الوطن.
- استمرار هذه التعديات من قلة من الأفراد يضر بإيصال المياه لعشرات الملايين من المواطنين والمزارعين، وينعكس سلبًا على النشاط الزراعي والاقتصاد الوطني بأسره.
- الدولة بكافة أجهزتها تتابع الموقف على مدار الساعة، والسد العالي، بما يملكه من إمكانيات تخزينية وتصريفية، يمثل الضمانة الأساسية لحماية مصر من تقلبات النيل والفيضانات المفاجئة، ونطمئن المواطنين بأن إدارة موارد مصر المائية تتم بكفاءة عالية وبصورة مدروسة تراعي جميع الاحتمالات.