الجفاف يهدد الاكتفاء الذاتي للعراق من القمح بعد سنوات من تحقيق الفائض
تواجه مكاسب العراق التي تحققت بشق الأنفس في تأمين الاكتفاء الذاتي من القمح خطر الانهيار، حيث تسببت أشد سنوات الجفاف في التاريخ الحديث والانخفاضات القياسية في مناسيب نهري دجلة والفرات بتهديد مباشر للزراعة. ويُتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى خفض محصول القمح بنسبة تصل إلى 50% هذا الموسم.
لطالما اعتمد المزارع العراقي معن الفتلاوي على مياه نهر الفرات لري حقوله، لكنه يواجه اليوم جفافاً يحول دون زراعة أرضه بالقرب من النجف، حيث يشكو من عدم جدوى حفر الآبار بسبب ملوحة المياه الجوفية.
لطالما كان العراق من أكبر مستوردي القمح في الشرق الأوسط، لكن جهود الحكومة لتعزيز الأمن الغذائي أثمرت عن تحقيق فائض سنوي في إنتاج القمح لثلاثة مواسم متتالية. إلا أن ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في العراق، صلاح الحاج حسن، أكد أن البلاد تواجه "واحدة من أشد حالات الجفاف التي لوحظت منذ عقود".
ضعف أمام الطبيعة والجيران يفاقم الأزمة
تُبرز الأزمة مدى ضعف العراق، الذي يُصنف في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث مخاطر التغير المناخي، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار، وفق وكالة رويترز.
اقرأ أيضاً
أسعار القمح اليوم الثلاثاء عند التاجر.. الطن الروسي بكام
تراجع أسعار القمح اليوم الإثنين عند التاجر.. الطن الروسي بكام
أسعار القمح اليوم الإثنين عند التاجر.. الطن الروسي بكام
مصر والعراق تبحثان تبادل الخبرات في مجالات التكرير ومعالجة الغاز المصاحب
أسعار القمح اليوم الأحد عند التاجر.. الطن الروسي بكام
بعد القمح.. وزيرة التضامن الاجتماعي تبحث توسع ”ازرع” لتشمل الفول البلدي والمحاصيل الزيتية والثروة الحيوانية
توقعات بارتفاع حصاد القمح الروسي إلى 89 مليون طن في 2025
ارتفاع مخزون القمح والغلال في كازاخستان بنهاية ديسمبر 2025الهند تتجه نحو محصول قياسي من الأرز والقمح وسط تراجع متوقع في البذور الزيتية
حصاد القمح في بريطانيا يرتفع 7.3% هذا العام رغم تراجع الغلة
توقعات بارتفاع صادرات القمح الروسي إلى 44 مليون طن
أسعار تصدير الشعير في أوكرانيا تتفوق على القمح في ديسمبر
يزداد الوضع تعقيداً كون العراق يعتمد على دول الجوار في 70% من إمداداته المائية، مع قيام تركيا وإيران بزيادة حصتهما من المياه المشتركة عبر استخدام السدود المقامة في المنبع. وبحسب "الفاو"، فإن تناقص كميات المياه المتدفقة للعراق هو العامل الأكبر وراء الأزمة الحالية، ما أجبر بغداد على تطبيق نظام تقنين. وقد هوت احتياطيات العراق المائية من 60 مليار متر مكعب في عام 2020 إلى أقل من 4 مليارات متر مكعب حاليًا، ويتوقع الحاج حسن انخفاض إنتاج القمح لهذا الموسم بما يتراوح بين 30% و 50%.
لتقليل الاعتماد على استيراد القمح، كانت الحكومة العراقية قد شجعت المزارعين على استخدام البذور عالية الإنتاجية، ودعم تقنيات الري الحديثة والزراعة الصحراوية، وقدمت دعمًا لشراء الحبوب بأسعار تفوق ضعف الأسعار العالمية، مما عزز الاحتياطي الاستراتيجي إلى مستويات قياسية في بعض المواسم.
لكن المحللين، ومن ضمنهم هاري إيستيبانيان، مؤسس مركز العراق لتغير المناخ، يتوقعون الآن ارتفاع الواردات مرة أخرى، مما يُعرّض البلاد لتقلبات أسعار الغذاء العالمية، مع تبعات اقتصادية ومالية على ميزانية الحكومة. وتتوقع "الفاو" مبدئياً ارتفاع احتياجات العراق من استيراد القمح للموسم التسويقي 2025/2026 إلى حوالي 2.4 مليون طن.





















