رحلة اضطرارية جديدة .. سبيريت إيرلاينز تتقدم بطلب إفلاس للمرة الثانية خلال أشهر




بعد أقل من ستة أشهر على خروجها من الإفلاس، وجدت سبيريت إيرلاينز نفسها مجدداً أمام المحكمة، بعدما أعلنت يوم الجمعة تقدمها بطلب حماية بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس في أميركا، ما يعكس عمق أزمتها المالية وتحديات نموذجها الاقتصادي، وفقاً لـCNN.
أكدت الشركة، التي اشتهرت بطائراتها الصفراء وخدماتها منخفضة التكلفة، استمرار رحلاتها وحجوزاتها بشكل طبيعي، إلا أن أعباء الخسائر وتراجع السيولة دفعتها إلى إعادة الهيكلة مرة أخرى.

ففي مارس آذار الماضي، أنهت سبيريت أول عملية إعادة تنظيم ركزت على خفض الديون وجمع رأس المال، لكنها لم تكن كافية لإنقاذ الناقلة من التحديات المتصاعدة.
تفاقمت الأزمة مع الضبابية التي خلّفتها الرسوم الجمركية وخفض الإنفاق الحكومي، ما كبّد المستهلكين ضغوطاً إضافية وأدى إلى هبوط أسعار التذاكر محلياً، في وقت حاولت فيه سبيريت تغيير هويتها والتحول إلى ناقل أكثر تميزاً لمجاراة التغيرات في سوق السفر بعد الجائحة.تكشف البيانات عمق الأزمة؛ فقد سجلت الشركة خسائر صافية بقيمة 1.2 مليار دولار العام الماضي، وسط انهيار صفقة اندماج كانت ستبلغ قيمتها 3.8 مليار دولار مع «جيت بلو» ومشكلات تقنية في محركات «برات آند ويتني» التابعة لآر تي أكس«RTX» أجبرتها على وقف العديد من طائرات «إيرباص» عن الخدمة.

اقرأ أيضاً
اختفاء سبيريت إيرلاينز قد يرفع أسعار تذاكر الطيران في أميركا
إفلاس الشركات الألمانية يصل لأعلى مستوى منذ 2015
ارتفاع حاد في عدد حالات إفلاس الشركات بألمانيا خلال 2024
حالات إفلاس الشركات الألمانية ترتفع 12.6% في نوفمبر
بيتكوين تسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ إفلاس ”FTX” في 2022
وزير السياحة يلتقي سفيري ألمانيا والنمسا بشأن مستحقات الشركات المصرية بعد إفلاس FTI
وزير الإسكان الصيني: يجب ترك شركات العقارات للإفلاس إذا لزم الأمر
وزير العدل: منظومة الإفلاس وإعادة الهيكلة تهدف لتحفيز مناخ الاستثمار
«كانتري جاردن» تتفادى الإفلاس وتحصل على مهلة إضافية لسداد ديونها
المركزي للإحصاء: تراجع حالات البروتستو وأحكام الإفلاس بنسبة 42%
”كريدي سويس” يسجل خسائر 4 مليارات دولار في الربع الثاني
أبو الفتوح: إفلاس البنوك المصرية شائعة.. وحجم الودائع بها يتخطى الـ9 تريليون جنيه
أوضح الرئيس التنفيذي ديف ديفيس قائلاً «منذ خروجنا من إعادة الهيكلة السابقة، أصبح واضحاً أن الطريق ما زال طويلاً، وأننا بحاجة إلى أدوات إضافية لتأمين مستقبل الشركة».
رحلة سبيريت مع الأزمات ليست وليدة اللحظة؛ فهي بدأت نشاطها في الستينيات كشركة شحن بري قبل أن تتحول للطيران في الثمانينيات، وتبني مكانتها كشركة منخفضة التكلفة منذ إعادة تسميتها عام 1992.

لكن الجائحة قلبت معادلة السوق، إذ تحولت أذواق المسافرين نحو الرحلات الأكثر راحة، ما جعل نموذج «بدون رفاهية» الذي قامت عليه الشركة يواجه خطر الانقراض.
اليوم، تواجه سبيريت معركة بقاء، في وقت يشهد قطاع الطيران الأميركي منافسة شرسة وتغيرات هيكلية، ومع استمرار الضغوط الاقتصادية وضعف الإنفاق الاستهلاكي، تبقى إعادة الهيكلة الحالية اختباراً حقيقياً لقدرة الشركة على الصمود أمام موجات العاصفة المالية.